هو في إيه ؟

لما تسأل نفسك ، أو أي واحد تعرفه ، بتحب إيه في بلد توغل وإستفحل فيها الفساد والفقر والجهل ، سيرد قائلاً : الناس .. البلد بناسها، والجنة من غير ناس ما تنداس ! ..

يقولون مهماً حصل احنا شعب بيحب النكتة ، شعب بشوش، شعب عمره ما حيسيبك  لو وقعت على وشك في الشارع ، شعب بيدوس في أي خناقة ، شعب يطبق منهج “شر البلية ما يضحك ” ، شعب يلتمس لكل من حوله ألفين عذراً ، شعب صبور صبر أيوب على كل ما أصابه وكل ما يصيبه ، شعب يحب أن يفتي من أجل مساعدتك أينما كنت ، وأخيراً وليس أخراً ، الشعب الوحيد إللي ممكن تطلب فيه كرت شحن موبايل يجيلك ديليفري على البيت  في الثالثة صباحاً من عند البقال إللي في أول الشارع ..

ولكن .. بدأنا في الأونة الأخيرة نشعر أن حتى تلك الصفات المتميزة التي يتمتع بها هذا الشعب ، الصفات التي تجعل الحياة في هذا البلد محتملة ، بدأت هي الاخرى في الذوبان .. سأترك الموقف التالي ، المضحك المبكي ، الباعث إلى التدبر والتفكير والتحليل من قبل دكاترة الطب النفسي ، الباعث إلى التعجب والأسف ، يتحدث عن نفسه :

في صيدلية في مصر الجديدة ، دخلت سيدة فاضلة وزوجها من زبائن تلك الصيدلية يسألون عن دواء معين ، وفوجئ الدكتور الصيدلي بأن يد الزوجة متورمة وحمراء وبها جرح عميق فسألها عما حدث … وفيما يلي الأحداث المؤسفة التي أدت إلى هذه ال..إصابة ..

الصيدلية أمام أحد النوادي الرياضية . وكما هو الحال الطبيعي في أيام الصيف ،  تزدحم الشوارع المحيطة بالنادي بتجمعات الشباب ، وبالسيارات التي تقف على باب النادي لينزل أطفال العائلة حتى يجروا إلى داخل النادي ويلحقوا التمرين ، و الباعة الجائلين والشحاتين الذين يستغلون الزحام حول النادي  وعطف الشعب المصري ( بالإستطراد في الجهر بالادعية لماما وبابا والاولاد والأقارب .. حتى تشعر بالحرج والتوتر في الزنقة اللي إنت فيها و الزحمة فتعطيه شيئاً فقط حتى تتخلص من لزوجته ).. الموقف بدأ بسيارة وقفت أمام باب النادي سائقتها سيدة في الثلاثينيات من عمرها ، نزل منها طفل ، إثنان ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ( واضح إن السيدة إتدبست في توصيل ابنائها وأبناء الجيران أو الأقارب إلى التمرين ) ، الجو حار خانق في حوالي التاسعة مساءً ، السيارة اوقفت كل الشارع وراءها فكل طفل ينزل بالتصوير البطيء . بدأ صبر سائقي السيارات الاخرى ينفذ (حتى صبر أيوب ما بقاش ينفع فيكي يا شوارع مصر ) وبدأت الكلاكسات تعلو . التصرف الطبيعي إن السيدة سائقه السيارة المتسببة في المشكلة ستسرع لتنهي عمليات تفريغ الأطفال وتمضي في طريقها ..ولكن ..

نزلت السيدة، وبنظرة إنتقام محقق ، تركت السيارة بدون المفتاح في عرض الطريق ودخلت النادي وراء الأطفال لمدة عشر دقائق كاملة تعاقب فيها كل من قاده حظه العاثر في أن يكون في هذا الشارع هذه الليلة ، ضاربة فعرض الحائط الكلاكسات والشتائم التي بدأت في ملاحقتها ..

بعد عشر دقائق عادت السيدة إلى السيارة، في السيارة المنتظرة خلفها كان الزوج والزوجة الفاضلان وصل بهم الغيظ و الدهشة مراحل خيالية ، فقررا أن ينزلا ليتحدثا مع السيدة قبل أن تمضي أخيراً بسيارتها. تقدم إلى السيارة ، وفتحت السيدة ذات ات ٣٥ ربيعاً زجاج السيارة لتتحدث معهم . قبل أن يبدأ الزوج والزوجة في الكلام ، شدت السيدة ذراع الزوجة وقامت بعضها بقوة جعلت الزوجة تصرخ متألمةً (عضة على طريقة هانيبال .. ) وداست على البنزين وانطلقت مسرعة هاربة بعد الحصلت على انتقامها ( وغالباً أشبعت حس مصاص الدماء بداخلها أيضاً .. ) …………………………………

هل أتركك قليلاً لتقرأ مرة أخرى حتى تستطيع إدراك الموقف ؟  هذا الموقف ليس من وحي خيالي … أقسم لك .

……………………………………………………………………………………………………………………………………………..

بعيداً عن يد السيدة الفاضلة والأنتي بيوتك والألم .. وبعيداً عن كل هذا ..

سؤالي الأن ..

هذا التصرف لم يصدر من أطفال .. بل صدر من أم لأطفال .. ماذا يحدث لنا ؟ هل لهذه الدرجة مشاعرنا المكبوتة وشعورنا بالقهر والضعف بدأ يتمكن مننا ؟ ما هذا العنف ؟ ما هذه السادية ؟ ماذا يحدث لنا ! والان أين نحن ذاهبون ..

لن اكتب كثيراً فيما يصول ويجول بخاطري عن تداعيات وأسباب حدوث موقف مثل هذا فأنا متأكدة انك صحيح من الممكن أن تضحك أول مرة تقرؤه ، ولكن لن يلبث إلى أن يتمكن منك التعجب والأسى والتدبر فيما من الممكن أن يؤدي إليه إنتشار مثل هذه المواقف ..

هو في إيه ؟

howa fy eih!

3 thoughts on “هو في إيه ؟

  1. Mimi says:

    Oh my God!! Ya lelhawl!! mesh adra asada2 el sett deeh, whats wrong with her?? This made me really angry, what the heck is the matter with her? Someone needs to put a leash and a muzzle on her :s

    Like

  2. 3amo LABIB says:

    that’s exactly what i was talking about !
    all what people didn’t find except in Egypt simply disappeared, so the only few things connecting us to this country are broken !
    so, whatever your definition of a country’s entity is, it’s invalid, if you mean the land, it’s not our property anymore! if you mean el7okooma, well that doesn’t need elaboration ! and the worst thing is that if you mean the people, well you’re wrong again !
    3amatan elly ye3eesh yama yeshoof ! and i’ve seen much worse examples of sadistic behavior welnas elly 3andaha na2s ! and i can recall lama kont fe “makan seya7y” mara we wa7ed masry ragel kebeer mo7taram et5ane2 ma3 shab agnaby m3afen (and it was the young guy who started it) we geh zabet shortet sheya7a shad elragel elkebeer elmo7taram dah men 2afah 3albox we3tazar lela5 eltany !
    elaganeb beyetfadalo 3leena in our own country, imagine what they should do to us in theirs !!!

    Like

Leave a comment